وصايا الشهداء » الشهيد حسن محمد حمادي


بسم الله الرحمن الرحيم

اللَّهم (اجعل) نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك، محبةً لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرةً على نزول بلائك، شاكرةً لفواضل نعمائك، ذاكرةً لسوابغ آلائك، مشتاقة إلى فرحة لقائك، متزودة التقوى ليوم جزائك، مستنّة بسنن أوليائك، مفارقة لأخلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك.

إخواني في الجهاد والمقاومة، أطلب منكم المحافظة على النصر الذي تحقق بفضل الله، وجهودكم، وعرقكم، ودماء الشهداء، ومعاناة الأسرى، والتمسك بولاية الفقيه. أعدوا واستعدوا للانتصار الأكبر إن شاء الله، وهو تحرير القدس الشريف، والقضاء على كل الصهاينة، والغزاة اللِّئام.

إلى نبع الحنان أمي:

وكيف أبدأ؟ إلى دنياي أم إليك، أيتها الجنة، فكلاهما لا يساويان تعبك، وسهرك، وحنانك، وعطفك عليَّ، وعلى إخوتي. كما أقبل يديك المباركتين، وأطلب منك السماح، وأوصيكِ بأن لا تبكي ولا تحزني، واذكري الزهراء  دائماً، في مصيبتها بولديها الحسن والحسين .

والدي البار:

أيها الأبُ المجاهد، هذه ثمرة جهادك وتربيتك، فافتخر يا من تعاليت على الجراح دائماً، أيها الوالد المكافح الذي ربّاني وإخوتي بعرقٍ عاملي لا يعرف إلاّ العزَّة والإباء. أنت البحر الذي نغترف منه لنرتوي. أنت المعلم، أنت من قلدني سلاحي، أنت من جعلني أعشق سُوح الجهاد. وأخيراً لن تبخل عليَّ بطلب المسامحة منك على ما بدر مني أيها الأب العزيز والسلام.

إلى زوجتي العزيزة المؤمنة الصابرة المجاهدة، حبيبة القلب، وشريكة الروح التي زيَّنت حياتي بأبهى صورة، التي قدمت ولم تأخذ، التي سهرت، وبكت، وعاشت الأمرَّين. ستبقين محفورةً في القلب، وإن شاء الله، الملتقى في فردوس محمد وآل محمد.

اشكري الله تعالى أنه منَّ عليَّ شرف الشهادة، وأنكِ أصبحت زوجة، ومضحية، ومجاهدة لشهيد، كنت شريكة معه في كل شيء، (ولا يزال) الطريق طويلاً وشاقاً في تربية أولادنا، محمد، صالح، وعلي على نفس النهج المقاوم، إن شاء الله تعالى.

إلى ولدي الحبيب:

أعتذر منك على الفراق المبكر من هذه الدنيا الغرور، ولو كنت تعلم مدى فرحتي عند سماع أول صرخة من فمك الوردي، يا حبيب الروح والقلب. فحبي لك أكبر من كل هذا الوصف.

وصيتي لك بأن تسعى سعي أبيك وأخيك، وأن تكونا يداً واحدة على الخير والتقوى، وأن         تكون معيناً لوالدتك. كما أطلب منك الاهتمام بدراستك، والاستعداد لخدمة الإسلام المحمدي الأصيل في كل المجالات.

والدكم المحب لكم أبو محمد صالح

إخوتي أخواتي، أعتذر منكم على كل ما بدر مني، وعن أي تقصير في كل المجالات، وكما كنا في الأوقات يداً واحدة، وصوتاً واحداً يهدف باتجاه رفع كلمة أن لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله ،علي ولي الله ، وأطلب منكم الاستمرارية في هذا النهج المقاوم.

إلى أقربائي وصلة أرحامي، أطلب منكم أن تكونوا محبين لبعضكم البعض، وأن تكونوا يداً واحدة، ولا تجعلوا أحداً يفرّق بينكم، وأطلب المسامحة منكم فرداً فرداً، والسلام.

إلى أهل بلدتي الكرام، اجمعوا صفوفكم، ووحدوا مواقفكم، وكونوا كلمة واحدة، ويداً واحدة، مع المسامحة من الجميع، دون استثناء. والسلام.

((أخوكم أبو محمد صالح))



تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد


جمعية إحياء التراث المقاوم مركز آثار الشهداء