بسم الله الرحمٰن الرحيم
والدتي العزيزة: أقبلكم من بعيد، وأسأل الله تعالى أن يجعلكم من الذين
يحسُّون آلام البشرية، ويسعون لإنقاذها من ورطتها الخطرة.
أمي، أوصيكِ بأن لا تفكِّري بي، فأنا اخترت طريقي بنفسي، بحول الله وقوته.
وكان من الواجب عليَّ أن أنظر في هذا الطريق، (فلا أكون) عديم الفائدة ككل أولئك
الذين لا يفكِّرون إلاّ بأنفسهم.
أمي، تعلمين جيداً، بأني قد انشغلت لدرجةٍ نسيت فيها نفسي. ولذلك، إن كنت
قد تألمتِ مني (...)أطلب منكِ الغفران، فلقد قصِّرت في حقِّكِ كثيراً.
أمي، أريد منكِ أن تعرفي الإسلام جيداً، مثل فاطمة في أعمالها وأفعالها.
إني أريد أن يكون الشعار في مراسم تشييعي: الموت لأمريكا.
إني أطلب منكِ يا أمي، إذا أردتِ أن لا يفرح الأعداء، أن تصيحي، وترفعي
صوتكِ، وتخاطبي القوى العظمى: إنكم أخطأتم.
والدتي العزيزة، مَوْتي في سبيل الإسلام والقرآن، من يحدث في الشباب هذه:
بسم الله الرحمٰن الرحيم
إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً
كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ
بسم الله الرحمٰن الرحيم
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً
مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ
بسم الله الرحمٰن الرحيم
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ
وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ.
بسم الله الرحمٰن الرحيم
... أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ
إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْضِ
أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا فِي الآَخِرَةِ إِلاَ قَلِيلٌ .
يا إخواني، اعلموا، أن للشهادة وجهين: الدم، والرسالة. فالحسين بذل دمه وزينب أبلغت رسالة الشهيد إلى العالم، فإذا وفقني الله، فسأقوم بواجبي، وهو
بَذْلُ الدم بأحسن وجه، ويبقى عليكم أن تؤدوا واجبكم، وهو إبلاغ رسالتي.