وصايا الشهداء » الشهيد موسى محمد بوطعام


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم اللعين

بسم الله الرحمٰن الرحيم

إخوتي وأهلي الكرام:

أما بعد، إن الله سبحانه وتعالى خلقنا متساوين جميعاً، ولم يفرق بيننا، فوفر لنا سبل الهداية، وقبل البدء بأي شيء، يجب علينا معرفة أنفسنا معرفة صحيحة، ونحن نعرف بأن تهذيب النفس هو الجهاد الأكبر والأصعب وبه (يروض) الإنسان نفسه و(يبنيها) على العقيدة الصحيحة، والطريق، والصراط المستقيم، ونحن نعرف من هم الصراط المستقيم، أليسوا هم أهل البيت الذين نفتخر (بالسير) لنسير على دربهم، وهداهم. ألا وهم نور الله في الأرض، ولولاهم لما خلقنا الله، وما خلقت البشرية، فهذا الافتخار الذي ننسبه لأنفسنا على ما بذلوا في حياتهم من أجلنا وأجل الإنسانية.

ومن هنا، يجب أن نقف (...)أمامهم، ونسأل أنفسنا: لماذا نحبهم؟ وكيف نتقرب منهم من خلال افتخارنا بهم ونحن بعيدون عن صراطهم كل البعد؟ لا والله، لو فكرنا قليلاً في أن المحب كيف يتعامل مع حبيبته، فإنه يفعل أي شيء تطلبه منه من أجل أن يرضيها؛ وإذا كانت مرضاة أهل      البيت  أن نفعل ما يريدون، فلم لا نفعل، ونظهر ذلك الحب بالأسس الصحيحة، فإن مرضاتهم هي مرضاة الله عزّ وجلّ.

وهنا لنعد ونجب: إن تهذيب النفس، هو عن طريق معرفة أهل البيت  وسيرتهم، وتطبيقها على أنفسنا، ومتى سرنا على نهجهم، ومسيرتهم - ألا وهي مسيرة الله على الأرض - (نصل) إلى العبودية الصحيحة، وهي الطريق الوحيد لإطاعة الله سبحانه وتعالى.

إخوتي: إني أتوجه إليكم، أخاطبكم بأن تتبعوا هذه المسيرة التي هي صراط أهل البيت ، (وإني) أدعوكم للمسير في هداها، والعمل بها، فإن الدنيا ما هي إلا دار ممر إلى دار مقر، ونحن ننتقل عبر هذا الممر إلى المقر الأبدي، ومن منا لا يحلم بذلك الفوز العظيم!

أمي: أرجو من الله أن تسامحيني، وأطلب منكِ الدعاء، فإنه سلاح وعنوان صحيفة المؤمن. وأتمنى لكِ السرور، وكفاكِ أن تكوني - وادعو من الله سبحانه وتعالى - قريبة للزهراء ، و(حزينة) على ما أصابها بولدها الحسين ، وأن تتقبلي ذلك، وأطلب منكِ أن تصبري، والدعاء من الله ليتقبل ذلك القليل (...).

سامحني (يا) والدي، إني أفتخر أن تكون والداً لي على ما غذيتني به حتى وصلت إلى ذلك الخط الصحيح.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد


جمعية إحياء التراث المقاوم مركز آثار الشهداء