سيرة الشهداء » الشهيد السيد زيد حيدر


الاسم الثلاثي: السيد زيد محمود حيدر.
اسم الأم الثلاثي: بلقيس أحمد بزي.
محل وتاريخ الولادة: عيناثا –10/3/1983م.
الوضع الاجتماعي: أعزب.
المستوى العلمي: بكالوريا فنية Bt3علاقات تجارية. 
مكان وتاريخ الاستشهاد:مثلث بنت جبيل – 24/7/2006م.

عاش السيد محمود خارج وطنه لبنان يعاني ألم الغربة والحنين إلى تراب الوطن الحبيب، الذي اضطر إلى الابتعاد عنه لتحصيل أسباب العيش الكريم. 
وفي العاشر من شهر آذار رزقه الله بصبي كان خامس أولاده، وكان صبياً جميلاً؛ حباه الله تعالى بشعر أشقر وعينين عسليتين، وكانت له براءة في وجهه، جعلت منه سلوةً لوالد عاش حياته يعاني من الظلم، حيث طرد من عمله , بسبب دفاعه عن الإمام الخميني  وأهل البيت.ولما كان لزيد بن الإمام علي السجاد  أثر كبير في حياته فقد أسمى ولده زيداً على اسمه، وذلك لما سمع عنه من شجاعة ومزايا مختلفة. وما لبث أن اضطر السيد محمود للعودة إلى لبنان بعد غزو العراق للكويت، فانتقل من حالة الاضطهاد هناك ليعيشها مع الصهاينة الذين احتلوا قريته بعد أن لجأ إليها عند عودته من الكويت، وهكذا فتح زيد عينيه على الدنيا، في قرية تعاني من نير الاحتلال، فولدت هذه الأحداث لديه كرهاً للظلم، وللعدو الإسرائيلي المحتل.
درس الشهيد صفوفه الأولى في دولة الكويت، وبعد عودته إلى عيناثا، تلقّى علومه في مدرستها الرسمية لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقل مع إخوته إلى مدرسة حارة حريك الرسمية في ضاحية بيروت الجنوبية، ليدرس الصف الثاني المتوسط.وبعد ذلك ترك العلوم الأكاديمية لينتسب إلى معهد CIS في منطقة بئر حسن، فيتخصص باختصاص التكييف والتبريد، وليُكمل الدراسة المهنية في معهد الحسين بن علي في بئر العبد، حيث درس فيها اختصاص العلاقات التجارية لمدة سنتين، وأكمل السنة الثالثة في مهنية بنت جبيل.
وفي العام 2002م، وبالإضافة إلى دراسته المهنية، أحب الشهيد أن يتعلّم العلوم الدينية؛ فانتسب في عام 2002م إلى حوزة بئر السلاسل، ودرس سنة واحدة فقط.
وهكذا نشأ الشهيد في تلك البيئة الملتزمة المؤمنة، التي أهَّلته أن يكون شاباً واعياً، ملتزماً، يواظب على الأدعية، ولا يفارق المسجد.
ولزيد شخصية مميزة ملؤها الثقة العالية بالنفس، وقوة الحضور والتأثير في الآخرين. وقد كان حنوناً، محباً، بعيد النظر، ثاقب البصيرة؛ فعند تحرير لبنان من العدو الصهيوني تحدّث إلى أخته عن تطلّعاته للمستقبل القريب قائلاً:أنا أتوقع حصول حرب كبيرة، أكبر من الحرب التي شنها شارون، وفي هذه الحرب سيسقط شهداء كثُر، والضاحية سوف تدمّر، وستتذكرين كل كلمة قلتها لكِ.
وأما الجهاد، فما أدراكم ما الجهاد عند زيد؟ فقد كان يعمل جاهداً على أن يكون مبادراً للقيام بالعمل الجهادي، إذ كان هو من يطلب الإذن للالتحاق بالدورات، وذلك كي يرفع من مستواه التدريبي، وإذا رُفض طلبه كان يصرّ حتى يحصل على ما يريد، ولطالما كان يردد دعاء سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي :اللهم ارزقني شهادةً قلّ نظيرها، يتفتت بها جسدي، وتنال كل جارحة من جوارحي ما تستحق من القصاص والعقوبة.
وبمجرّد أن يصل إلى عبارة يتفتت بها جسدي كان يتأثّر كثيراً ويبكي طويلاً.
وكان يحدّث والدته دائماً حول الشهادة فيقول لها:بيتنا مليء بالشباب، ولم يتقدّم أحدنا ليكون شهيداً! علينا أن نقدّم، ونجاهد، ولو استشهد واحد منا فقط، وإلاّ، فكيف سنقابل وجه ربنا، وكيف سنواسي السيدة الزهراء.
وكان لزيد ما طلب وتمنى، ففي الرابع والعشرين من شهر تموز -الوعد الصادق، كان في مقدمة المجموعة التي سارت إلى مثلث عيترون–بنت جبيل، وما إن وصلوا إلى مكان المواجهات بالقرب من مهنية بنت جبيل، حتى تلقى الشهيد رصاصة قناص في قدمه، ثم في رأسه، فهوى على الأرض صادقاً قوله ووعده، شاكراً ربه على خاتمة لطالما توسلها منه. إلاّ أن رفاقه لم يستطيعوا سحب جثمانه الطاهر بسبب خطورة الموقع الذي يتواجد فيه، فأُسر من قِبل العدو الإسرائيلي، وبعد سنتين، تمكّن مجاهدو المقاومة الإسلامية من الوفاء بالوعد، وإعادة جثامين الشهداء، وتحرير الأسرى، فعاد الجثمان الطاهر في السادس عشر من تموز 2008م، ليُكلِّل ثرى عيناثا وليوارى من ثم في التاسع عشر من الشهر.
ومن سيرة الشجاعة والبطولة هذه، فإن أبا سعيد لم يخطئ حين أسماه زيداً، فهو شبيه زيد شجاعة، وثورة، وإباء.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد


جمعية إحياء التراث المقاوم مركز آثار الشهداء