سيرة الشهداء » الشهيد سليمان محمود جعفر

الاسم الثلاثي: سليمان محمود جعفر.
الاسم الجهادي: باقر – علي الأكبر.
اسم الأم الثلاثي: زينب سليم ماجد.
محل وتاريخ الولادة: القماطية – 30/11/1975م.
الوضع الاجتماعي: أعزب.
المستوى العلمي: مهني كهرباء سيارات. 
مكان وتاريخ الاستشهاد: عيتات –11/5/2008م

أبصر الشهيد سليمان محمود جعفر النور في الثلاثين من شهر تشرين الثاني عام 1975م، في قريته القماطية وسط أسرة متواضعة جداً، وملتزمة دينياً.
تميز الشهيد في طفولته بالهدوء، والخجل، والإحساس المرهف. إضافةً إلى ذكاء حاد ميّزه عن أترابه.
تلقى علومه الأولى ما بين عامي 1979م و1983م، في مدرسة سوق الغرب، ثم تنقل في عدّة مدارس، حتى نال الشهادة المتوسطة عام 1993م، ليلتحق فيما بعد بالمهنية العاملية، ويدرس فيها حتى عام 1995م، اختصاص كهرباء سيارات.
التزم الشهيد بأداء الواجبات الدينية قبل سن التكليف، وقد عُرف بروحانيته العالية، حيث كان يُطيل ركوعه وسجوده أثناء الصلاة التي كان يؤديها في المسجد.فضلاً عن أنه كان يحافظ على الوضوء، ويواظب على غُسل يوم الجمعة، فهو مثال العابد الذي كان يقوم ليلاً، يصوم نهــــاراً، يـــدفع صدقـــة السـر، 
يقوم بالمستحبات والتعقيبات، يتلو القرآن بشكل دائم ويحفظ دعاء كميل عن  ظهر قلب.
كان يقول دائماً:العبادات توصل إلى الجنة، وكان يهتم بإحياء الشعائر الإسلامية؛ فيحيي ليالي القدر في المسجد، وكذلك مناسبات ولادات الأئمة ، وعاشوراء التي كان يعيش فيها مصيبة أهل البيت ؛ فيحزن لحزنهم ومظلوميتهم، وخصوصاً لمظلومية السيدة الزهراء ، والإمام موسى بن جعفر الكاظم ، وكان يضرب الأمثال بصبرهم وتضحياتهم في سبيل الله .
تمتع الشهيد بثقة عالية بنفسه، وكان مرحاً، بشوش الوجه.وقد ساعدته طباعه الهادئة، وحبه للمطالعة والمعرفة، بأنْ جعلت منه إنساناً مرناً، مناقشاً، ومحاوراً في آنٍ معاً، إضافةً إلى جديته وكتمانه الشديد في عمله الجهادي، وكذلك في تقديره قيمة الوقت.
لقد كان زاهداً في الأمور الدنيوية، إضافةً إلى طيبته وكرمه مع العائلة والمحيطين به.ومن خلال عمله الخاص بصيانة السيارات كان الشهيد خدوماً جداً، فإذا ما أصلح سيارة أحد ما في كراجه، ووجد بأنْ لا مال لدى صاحبها، كان يقوم بمسامحته.
إذن، لم يكن سليمان من طلاّب الحياة الدنيا، وقد بنى منزلاً كان يدرك بأنه لن يسكنه، حيث أخبر شقيقه بأنه يبنيه له، معتبراً إياه زينة الدنيا التي لا يريدها.
كان حنوناً، عطوفاً على والدته، رؤوفاً بوالده، الذي عندما أعياه المرض، أراد أن يرسله إلى إحدى المستشفيات في فرنسا ويتكفّل بعلاجه؛ أملاً في بقائه على قيد الحياة.أما مع أشقائه فقد كان المستشار والسند، وكان محبوباً بين أصدقائه وإخوانه وأهل بلدته وجيرانه، كما كان مقصداً لهم.
خضع الشهيد لعدّة دورات ثقافية وجهادية، وشارك في عدّة مرابطات وحراسات، وكان له شرف المشاركة في حرب تموز عام 2006م، بالإضافة إلى أنه كان يؤدي المهام والتكاليف التي تسند إليه بكل إخلاص.ولطالما ردّد عبارة:حياتي أختصرها بثلاث كلمات:الشهادة، ورضى الله
ما إن بدأت المعركة، حتى ودَّع الشهيد أهله ملبياً نداء العمل الجهادي، في آخر مهمة تسند إليه، وكانت نفسه تحدّثه بأنه سيكتب من الشهداء، فهمس لوالدته بأنه سيستشهد، وطلب إليها الصبر والتأسّي بالسيدة زينب ؛ فوقفت بوجهه معارضةً خروجه، فما كان منه إلاّ أن أجابها:وهبت نفسي لله.
كان الشهيد يؤمِّن الدعم والتغطية لبعض الإخوان كي لا يقعوا في الأسر خلال المعركة، إضافةً إلى تواصله مع النازحين من الجبل باتجاه بيروت، موصياً إياهم بالصبر والدعاء للمجاهدين.وبينما هو يقوم بواجبه ذاك، أصيب بطلقة نارية في خاصرته؛ فبقي يناور غير مبالٍ بجراحه، حتى أصيب بطلقة في رأسه، فاستشهد على الفور في الحادي عشر من شهر أيار عام 2008م، دفاعاً عن المقاومة، في منطقة عيتات الجبل.
سحب الإخوان جثمان الشهيد من أرض المعركة إلى مسجد الرسول الأعظم ، ومن ثم إلى مستشفى الرسول الأعظم ، ليُرفع بعدها على  أكف المجاهدين، في الثالث عشر من شهر أيار عام 2008م، ويُوارى الثرى في جبانة بلدته القماطية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد


جمعية إحياء التراث المقاوم مركز آثار الشهداء