سيرة الشهداء » حسن علي عباس


الشهيد حسن علي عباس
الاسم الثلاثي: حسن علي عباس.
الاسم الجهادي: أبو تراب.
اسم الأم الثلاثي: عفاف خليل نحلة.
محل وتاريخ الولادة: الطيبة – 27/10/1981م.
الوضع الاجتماعي: أعزب.
المستوى العلمي: جامعي. 
مكان وتاريخ الاستشهاد: صور / مجمع الرز – 8/8/2006م.

وُلد الشهيد حسن علي عباس في السابع والعشرين من شهر تشرين الأول لعام 1981م، في بلدة الطيبة الجنوبية التي احتلها العدو الإسرائيلي في الاجتياح الأول في 13/3/1978م.
أمضى الشهيد طفولته في القرية، وكان فتىً خجولاً، هادئاً، حساساً. وعلى الرغم من صغر سنِّه، فقد كان يتأثر بشدّة لرؤية انتهاكات العدو الإسرائيلي وعملائه حُرمات الناس في القرية؛ اعتداءً، واعتقالاً، وقتلاً، وتدميراً للمنازل. وتمنى لو يكبر بسرعة؛ ليقف بوجه هذا العدو ويدافع عن المظلومين..
ولما كبُر الفتى، كبُر معه حقده على استبداد العدو وظلمه، خصوصاً بعد أن زجَّ بأخويه الكبيرين في المعتقل، وبعد ما تعرّضت له والدته من الإهانة والضرب، فضلاً عن التكسير والتحطيم الذي لحق بأثاث منزلهم.
تعلّم في مدرسة البلدة ونال فيها الشهادة المتوسطة، ثم توجه مضطراً للسكن في بيروت عند أحد أشقائه، لأنه قد أصبح في سن مناسب للتجنيد الإجباري الذي يفرضه العملاء على شُبّان البلدة. 
في بيروت، تابع تحصيله الدراسي فالتحق بالجامعة اللبنانية – الحدث، ودرس عامين في اختصاص -علوم الحياة-، كما التحق أيضاً بأحد معاهد التمريض، ودرس فيه لعامٍ واحد في اختصاص -العلوم المخبرية-، ليضطر بعدها إلى ترك الدراسة عام 2004م، بسبب المرض الذي أقعد الوالد، وسبّب وفاته، حيث كان عليه تحمّل المسؤولية، والتوجّه للعمل وإعالة أفراد أسرته.
التزم الشهيد قبل سن التكليف، وكان مميزاً في صلاته، يُطيل سجوده تقرّباً إلى الله  ، يتردد إلى المسجد ويحرص كثيراً على الوضوء بشكل دائم. وقد جمعت بينه وبين الإمام علي  علاقةٌ خاصةٌ؛ فمن شدّة حبه له، حفظ له الكثير من الأقوال، ولقّب نفسه بـ-أبو تراب- تيمناً به. أما صلاة الليل، فكان الشهيد يؤديها سراً، وبخشوع ودموع، ولم يشاهده أحد يؤديها إلاّ رفاقٌ شاركوه السهر في مرابطةٍ أو حراسةٍ.
كان ذا أخلاق عالية، لديه ميزة الإيثار؛ فعندما علم يوماً بأنّ أحد الإخوة سيضطر إلى ترك دراسته الجامعية بسبب عدم توفّر المبلغ اللازم للتسجيل، ومع أنّ الشهيد لم يكن ميسور الحال كثيراً، إلاّ أنه قدّم له كل ما بحوزته لكي  يُكمل دراسته. وقد عُرف حسن بالذكاء والأناقة اللافتة.
انطلق حسن من المعاناة التي عاشها في ظل الاحتلال، فكانت له جسراً متيناً للعبور، ليبدأ مسيرته الجهادية منذ توجهه إلى بيروت، وهو في السابعة عشرة من العمر، ولتتكلل هذه المسيرة بالشهادة عام 2006م، أثناء مشاركته في التصدّي للعدو الإسرائيلي في حرب تموز. فبعد إصراره الشديد على نقله من الضاحية إلى الجنوب؛ لكي يشارك في المواجهات على أرض المعركة، سمُحَ له بالذهاب إلى صور، فغادر فرِحاً بعد أن ضاق صدره من تواجده في بيروت، رغم أنه كان يؤدي فيها تكليفه.
وفي صور، كان له شرف التصدّي للإنزال الإسرائيلي، الذي نفذّه على مجمع -الرز-، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين مجموعة من المجاهدين، وبين فِرق النُخبة من العدو. ولم تثنه الإصابتان اللتان تعرّض لهما الشهيد عن مواصلة الاشتباك معهم، حتى أصيب بطلقةٍ في قلبه، أدّت إلى استشهاده على الفور، وارتفع شهيداً في الثامن من آب، وفي ذاك اليوم كان حسن موقناً بأنه سيلاقي ربه شهيداً، حيث أخبر أحد رفاقه المجاهدين أن الشهيد كان يستعد في اليوم الذي استشهد فيه للقاء الحور العين.
نُقل جثمان الشهيد إلى مستشفى جبل عامل في صور، ومنه إلى بيروت، في السادس عشر من الشهر نفسه، ليُدفن في بلدته الطيبة، في الثالث والعشرين من  آب 2006م.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد


جمعية إحياء التراث المقاوم مركز آثار الشهداء